Saturday, July 5, 2008

!!...أنا أختلف معك .. اذن أنا



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بداية أعتذر عن تأخري في كتابة الجديد، ولكن كنت في دورة مكثفة

عن فن الاتصال ومهارات الالقاء والحوارمدتها 6 ايام

!وكل يوم لمدة 5 ساعات تقريبا .. فلم اكن املك الوقت الكافي


الحقيقة استوحيت فكرة مقالي هذا من احد عناصر الدورة

وهو كيف تتعامل مع من يختلف معك؟؟


:بداية اود توضيح عدة مفاهيم اساسية


!أولا/الاختلاف في الرأي هي طبيعة بشرية علينا ان نحترمها

فلسنا جميعا نملك نفس الطباع والعادات والافكار

:كما في قوله تعالى

"ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين"

فالآية تقرر أن مشيئة الله تعالى اقتضت أن يخلق الناس

جميعاً مختلفين


ولتعميق هذا الفهم يذكر القرآن في موضع آخر (لكل جعلنا

منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة

ولكن ليبلوكم فيما اتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم

جميعاً فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)


وهذه الآية تؤكد أن الله وحده الذي صيّر هذا الاختلاف

وجعله من ثوابت النظام الكوني ثم أن هذا الاختلاف ليس هو

من ثوابت خلق الإنسان فحسب إنما هو من ثوابت

نظام الخلق وقانون يعيش في دائرته جميع المخلوقات

في هذا الكون المتسع كما في قوله تعالى (ألم تر أن الله

أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها

ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود

ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه

كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء.. )


ثانيا/اذن الاختلاف بين البشر موجود وهو أمر طبيعي يصعب

قسر الناس على الخروج من دائرته ولذلك من الضروري

التأكيد على أن الاختلاف ليس موروثاً من

الموروثات المختلفة، أو إننا ورثناه من خارج

الدائرة الإسلامية كما يحسن للبعض أن يصوّره

وانما وجوده ينبغي أن يكون ضرورياً ونفعياً

وأن يستفاد منه كدليل على صحة المجتمع

ويعود عليه بالنفع.

كالاختلاف الفقهي بين العلماء مثلا ...


ما اريد التأكيد عليه ان الاختلاف ليس بالضرورة امر سيء ..

وانما احيانا يكون ايجابيا لأنه يساعد

على معرفة نقاط الضعف والقوة التي لا يمكن أن تعرف

إلا في ظل الاختلاف ومن هنا تظهر أهميته والحاجة إليه

والتكيّف معه بنحو من الإيجابية والذكاء

بمعنى آخر .. الاختلاف يحقق التكامل فيما بيننا.. بالتالي هو ميزة

!!وليس عيبا


ثالثا/ الحوار الهادئ الصادق ..هو مايساعدك أن ترى الحق

من جميع جوانيه.. فلا يعلو صوتك ولا تصخب


رابعا/ عند الاختلاف .. لا تنسى ادب الاختلاف


هناك اعتقد نوعين من الناس

!الاول .. انا أختلف معك .. إذن انا احتقر رأيك

!والثاني .. أنا اختلف معك ولكن... أحترمك


ماذا افعل حتى اتواصل جيدا مع الاخرين ؟

كيف اتجنب وقوعي في النوع الاول؟

وكيف اصبح من النوع الثاني؟


سوف احاول ان الخص بعض النقاط التي تخص ادب الاختلاف

ان شاء الله


تجنب اللوم الشديد لمن يختلف معك في الرأي*

فإنه لا يأتي بخير غالبا


اذا تصاعد الامر .. ابعد الحاجز الضبابي عن عين*

المخطيء.. أو توقف عن مناقشة نقطة الاختلاف

حتى يهدأ الأمر قليلا


حاول استعمال الكلمات اللطيفة دوما*

وتجنب الكلام الحاد .. ايضا نبرات الصوت لها دور كبير

تجنب الصوت الحاد أو المرتفع

(!دوما ما يكون صاحب الصوت العالي هو المخطيء)


ضع نفسك في موضوع الشخص الاخر*

وحاول أن تصل إلى وجهة نظره لربما تكتشف انه

على حق


حاول دائما البحث على نقاط ايجابية للشخص*

الذي امامك .. وابدأ حديثك معه بنقاط الاتفاق بينكما


دع الاخرين يتوصلون لفكرتك بهدوء*


تذكر دوما أن الكلمة طالما انها لم تخرج من فمك*

!فإنك مالكها.. ولكن اذا خرجت .. فقد ملكتك


أسأل الله ان ينفعنا بما علمنا

وجزاكم الله خيرا

13 comments:

جمعاوى said...

الحوار و الإتصال

أقصد فن الحوار

و الإتصال الفعال


هما أساس النجاح

أذكر إنى عندما إلتحقت بنفس الدورة من فترة ليست بالقليلة


تغيرت مفاهيم و قناعات كثيرة كانت تمتلكنى
بوركتم

المهـ إلي الله ـاجر said...

وفقك الله لإستخدام تلك الدورات النافعة في الدعوة إلي الله علي اساس علمي .. وفقك الله وثبتك وسدد خطاك

Abd-Alrahman said...

كلام مهم جدا
ربنا معاكي ويوفقك في كل الي بتدرسية
ولكن بلاش التاخير
صحيح انتي مش جيتي عندي من زمان وانا زعلان منك

آفاق الحرية said...

السلام عليكم

ربنا ينفع بك ويعزك
انا الحمد لله حضرت دورة زي ده برده
والحمد لله ربنا اكرمني واستفدت منها كثيرا
تحياتي

نـــــــور said...

الاخوة الافاضل

جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

blue-wave said...

جزاكى الله خيرا بجد على هذا البوست الرائع

د/ شيماء said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرا يا نور على التدوينة القيمة

فن الاتصال مع الآخرين مهم جدا
أتمنى أن ألتحق بدورة في هذا المجال قريبا بإذن الله

وأتمنى فعلا أن أرى تغيرا في تعامل الناس مع مواقف الاختلاف

في أمان الله

Anonymous said...

موضوع جيد، وتناول طيب
جزاك ربي خيرا

نـــــــور said...

جزاكم الله خيرا جميعا على المرور الطيب

و د/شيماء

منوراني .. وفعلا دورة زي كدا هتفيدك جدا وهتلاحظي اختلاف كبير ... ربنا يكرمك يارب

:)

جهاد خالد said...

الحبيبة نور

حييتِ للعودة


والله تعالى أسأل أن تكون عودة مباركة

....

أما عن موضوعكِ اليوم

فقد ذكرتني بتدوينة كنت قد كتبتها بعنوان قصيصات

لم اخط بها سوى انواع من الحوارات التي شاهدتها بأم يعني
وما كانت بحوارات ولا نقاشات بل كأنها حروب مشتعلة

سبب عظيم من اسباب تأخرنا هو ذاك الذي سردته هنا
إننا لا ندرك فعلا أن الحوار يجب ان يوصل الى نتيجة ايجابية في النهاية
فليس الغرض من اي حوار ايا كان اثبات وجهة نظر المحاور وحسب
بل الوصول الى نقاط اتفاق تحقق المصلحة العامة

نحن نحتاج الى بعض وعي
وقليل هدوء
والكثيييييييير من بعد النظر

حتى ننجح في هذا الامر

تحياتي إليكِ

Fahd said...

يبدو ان ده موسم التنمية البشرية

ما اجملها
وما اجمل ان نطبقها في حياتنا

ان نعيشها فعلا بدلا من ان نؤديها

انا فرحان ان الفكر التنموي انتشر بين الشباب

ويارب تكون النضهة قريبا

اسف علي تاخري بس انا مشغول جدا

حتي مدونتي بقت شبة مهجورة

دمتم في حفظ الله امنين

نـــــــور said...

جزاكما الله خيرا على الاضافة الطيبة

دمتم بخير

ياسر سليم said...

تذكر دوما أن الكلمة طالما انها لم تخرج من فمك*
فإنك مالكها.. ولكن اذا خرجت .. فقد ملكتك

دى حته حلوه

بس الواحد لو التزم فى حواره بالأدب الإسلامى
زى ترك الجدال مثلاً

لأن فى ناس بتبقى حاسه انها لو تنازلت عن رأيها تبقى دى جريمة فى حقها

احد الصالحين يقول انه يلتمس الحق حتى لو ظهر على يد خصمه

بس معقوله دى خلاصه 6 ايام فى 5 ساعات ؟

ولا ده اللى عجبك فى الدورة ؟