إنّـــه ... وإنـّــــها

<1>

إنه صوت المؤذن يؤذن لصلاة الفجر..

تردد خلف الآذان، ثم ترفع يدها للدعاء..
فتدعو لنفسها ومن تعرفهم بالهداية والصلاح، وأن

يفتح الله عليها من ابواب فضله
فهو يومٌ جديد وعلى عملنا شهيد.

ثم تدعو لإخوانها المسلمين في كل مكان
أن ينصرهم الله ويثبتهم على الحق ..

تلح في الدعاء ..
تتوضــأ ..لتصلي.......... الله أكبــر
!!يا ألله! ما هـــذا؟

!إنها تبكي فور تكبيرتها الأولى

إنها تشعر وكأنها في خلوة مع ربها..

وكأن المكان قد خلا من البشر رغم وجودهم..
فتبكي وتسيل دمــوعها..
!سبحان الله.. إنها تصلي بحق

<2>
!إنه يوم الثلاثاء.. هاهو بانتظار موعد..بل لقــاء

إنه يشعر بأن الأرض لا تحمله

من فرط السعادة
يطير قلبه فرحاً.. إنه يداعب والديه ويلقي

!..الدعابات المرحة هنا وهناك

إنه يحب هذا اليوم حقا! وكأنه يهب له

!زادا يواصل به أيام أسبوعه

إنه يوم الدرس في المسجد .. يوم لقاء أحبته

وإخوانه ..وشيخه ..
يغتسل ويتطيب ويلبس ما يحبه من الثياب ..

وينطلق نحو المسجد
حقا.. إنه شاب .. قلبه معلقٌ بالمساجد.

<3>

هاهي تسير في طريقها .. ملتزمة بحجابها الكامل

لا تلتف يمنة أو يسرة .. فهي تضع عيناها على
موضع سيرها .. يلهج لسانها بذكر الله سبحانه وتعالى ..
ولكن!! تتعثر في مشيها .. فيلقي احد

!الشباب –ضعاف النفوس- مزحة وكلمة

يحمر وجهها خجلا ، ولكنها لا تلتفت إليه وتمضي

في طريقها وكأن شيئا لم يكن..
حقاً .. إنه الحياء.

<4>

هاهو ما أبحث عنه! يمسك به بلهفة ..يفتحه

لتكتحل عيناه برؤية ما بداخله .. تهب نسمات رقيقة
فتتقلب الصفحات ..وتقع عيناه عليها..

إنها جميلة بحق.. لمست وجدانه ، فخفق قلبه واغرورقت
!!عيناه بالدموع

لقد كان يبحث عن مصحفه.. وهي آية من آيات الله

يقول فيها تبارك وتعالى " ألم يأنِ للذين آمنوا
أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق"
بلى يارب .. قد آن .. آن يـــارب!


<5>

هي في كليتها.. تلتزم بحضور محاضراتها..

تلخص ما تكتبه من كلام المُحاضر
ثم تطبعه لزميلاتها.. فهذا هو التعاون وهذه هي أخلاقها..
تبتسم في وجه من تقابل من الصديقات ..

فالبسمة هي عنوان الحب
وهي مفتاح قلوب الآخرين..
تدخل إلى المصلى .. يتحدثن ويتجاذبن أطراف الحديث ..

بقيت دقائق على موعدالمحاضرة القادمة ..

تبدأ الفتيات بالانصراف ..
!!تستعد لتنصرف معهنّ.. ولكن

!..بقيت دقائق ايضا على موعد صلاة الظهر

انتظرن يا غاليات إنه وقت الصلاة...
سنتأخر.. المُحاضر سوف يمنعنا من الدخول..
ولكنها تصر.. وليحدث ما يحدث ..
تصلي الفتيات في جماعة .. ثم تلحقن بالمحاضرة

ويسمح لهن بالدخول
حقاً .. إنه من ينصر الله ينصره.


<6>

إنه يشعر بالضيق.. يشعر بأنه قد تغير في معاملاته ..

اصبح فاترا
!أخذ يفكر .. ويفكر .. نعم هذا هو الحل

سوف أذهب إليه .. سوف اشكو له فهو من يسمعني

ويفهمني أكثر من أي أحد
أخذ يشكو له .. إلى أن بكى ..وعلا صوته بالبكاء
ثم اخذ يدعوه .. ويرجوه ..
فهو ربه .. ومليكه ..وحبيبه..
وأحسن الظن بربه .. وعلم أنه واقف بين يدي

ملك كريم لا تشتبه عليه اللغات ولا تختلط لديه
الأصوات ولا يتبرم بكثرة السائلين..

!!..وتنوع السؤالات

فهذا هو دأب الصالحين..
إن أهل الجنة إذا جن الليل.. وفتح ربهم أبواب مغفرته..

كانوا أول الداخلين
فهم المؤمنون بآيات ربهم حقاً

معذرة على الاطالة ولكنها خواطر كتبتها منذ فترة

تذكرتها عندما قرأت تدوينة وقولوا للناس حسنا

عند أخي الفاضل عصفور المدينة