Saturday, October 11, 2008

(1) تأملات قرآنية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أضع اليوم بين ايديكم تأملات في قصة من قصص القرآن يحكيها لنا

رب العالمين .. فما ابدعها من قصة وما أروعها من صورٍ ومشاهد تلك

التي رُسمت .. وما ارقى مشاعر تلك القصة ومعانيها


هي قصة جمعت بين طياتها الكثير من المشاعر والمعاني.. الحب والود

!القوة والعزة.. الايمان والثبات.. الكفر والضلال.. الخوف .......والامان


اجد نفسي كلما قرأت هذه السورة احس بقشعريرة ولكن في نفس

الوقت بطمأنينة غريبة .. احس بقرب من الله عزوجل منا جدا ..


انها سورة طه ..وهي قصة سيدنا موسى عليه السلام


اترككم مع كلمات للشهيد سيد قطب في تقديمه لهذه السورة المباركة


وللسورة ظل خاص يغمر جوها كله. . ظل علوي جليل)

تخشع له القلوب، وتسكن له النفوس، و تعنو له الجباه. .

إنه الظل الذي يخلعه تجلي الرحمن على الوادي المقدس

على عبده موسى،

في تلك المناجاة الطويلة؛

والليل ساكن وموسى وحيد،

والوجود كله يتجاوب بذلك النجاء الطويل. .

وهو الظل الذي يخلعه تجلي القيوم في موقف الحشر العظيم

{ وَخَشَعَتِ الأصواتُ للرحمن فلا تَسْمَعُ إلا هَمْساً }

{ وَعَنَتِ الوجوهُ للحَيّ القَيوم }

والإيقاع الموسيقي للسورة كلها يستطرد في مثل هذا الجو

من مطلعها إلى ختامها رخياً شجياً ندياً

بذلك المد الذاهب مع الألف المقصورة

(في القافية كلها تقريباً



<1>


طه، مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ،

إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى ،

تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ،

الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ،

وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى،

اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى


بجد لما الواحد بيقرأ هذه الايات بحس بقوة الله سبحانه وتعالى

وانه لاشيء .. بيشعر ان ربنا معه وحوله ومن كل جانب

بيشعر انه لا حول ولاقوة له الا بالله

اين يذهب من الله ؟ ربنا قادر على كل شيء

ورغم عظمة الايات ..وتجلي عظمة الله فيها

!الا انك تحس بدفء جميل .. وحنان



<2>



فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى


ياااه!! بجد ما اعظم واحلم واكرم ربُنا ..ولو

تخيلنا موقف سيدنا موسى الان؟


تخيل لو انت في عملك مثلا -ولله المثل الاعلى- وجاء

مديرك وقالك انا اخترتك يافلان علشان تكون ممثل

للشركة في بلد كذا أو في مؤتمر كذا

هتكون مشاعرك شكلها ايه؟ دا اختارني من بين

كثيييييير .. يعني انا عنده لي مكانة .. يعني انا كذا

::::::


مابالك لما ربنا سبحانه وتعالى يختار؟

عايز ربنا يختارك ؟ اقتفي آثار سيدنا موسى

بجد انا عمري ما حسيت بجمال قصة سيدنا

موسى زي ما حسيتها وانا بقرأ آيات سورة طه

بجد انا حبيت سيدنا موسى وبدأت أشوف صفاته

لعل وعسى ربنا يحبنا كما احب كليمه موسى عليه السلام



<3>



قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي
وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي
وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي
يَفْقَهُوا قَوْلِي
وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي
هَارُونَ أَخِي
اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي
كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا
وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا
إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا



وتمضي بنا السورة .. إلى ان يعرف سيدنا

موسى لما اختاره الله سبحانه وتعالى .. ويعلم انه

قد حُمل رسالة إلى فرعون .. فيدعو الله بهذا الدعاء الرائع


والله لهذا الدعاء مفعول السحر فعلا .. وفعلا

مادعوت الله بهذا الدعاء ابدا .. إلا وقد انشرح

صدري وييسر لي ما كان عسيرا من اموري


وسبحان الله فعلا شوفوا رحمة ربنا سبحانه وتعالى

..ورده على سيدنا موسى



قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى


حسيتوا بلطف الله عزوجل؟ برحمته؟ بكرمه؟ بفضله؟

ربنا سبحانه وتعالى قريب جدا مننا .. لكن احنا فين من ربنا؟



<4>



إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى
أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ

يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ


وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي


وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي


إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ

فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ

وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا

فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ

عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى


وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي



والله فعلا مش عارفة اوصف شعوري تجاه

هذه الايات .. والقيت عليك محبة مني.. مافيش حد شاف

سيدنا موسى الا واحبه.. سبحان الله وكيف لا يحبه احد

!وقد صنع على عين الله عزوجل واصطنعه الله لنفسه؟؟


تعالوا ندور يا جماعة على صفات سينا موسى

ونتصف بيها .. دي كلها صفات من الله عزوجل

صناعة الله عزوجل ..


<5>



اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى
فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى
قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى
قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى


انني معكما اسمع وارى.. من كان الله معه فمن عليه؟

اللي في معية الله عزوجل .. عايز ايه تاني من الدنيا؟


بجد يا اخوتي لما قعدت افكر في الاية دي .. قولت انا

عملت ايه علشان ربنا يكون معايا؟

مشيت كام خطوة في سبيل الله؟ روحت بلغت كم حد

برسالة ربنا ؟

هل لما روحت ابلغ الناس كان عندي الشعور بمعية

الله عزوجل؟

اعتقد اننا ضروري نحس الاحساس دا وانا متأكدة

اننا ساعتها هنبلغ الرسالة من قلبنا بجد وبكل قوة


*********


السورة لم تنتهي وقصة سيدنا موسى ماتزال في بدايتها

!ولكن انتهى الوقت المتاح لي على الجهاز

فعذرا اكمل معكم قريبا بعون الله وأسألكم الدعاء


ارجو من الله ان تكون وصلت احاسيس السورة

ومعانيها لقلوبنا


لكم مني افضل تحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

14 comments:

Anonymous said...

جزاكم الله خيراً
ما أجملها من تأملات
وهى تجعل قارئ السورة يشعر بطعمها وحلاوتها
بارك الله فيكم ورعاكم

ــــــ
القعقاع

جهاد خالد said...

جزيتِ خيرا يا حبيبتي

معاني رائعة وجو عظيم تتضمنه السورة

وحقا نحن بحاجة الى استشعار معية الله عز وجل
حتى يهون علينا العقبات

تقبلي تحياتي

انكسارات .. احمد البوهى said...

ياااااااااه افتقد مدونتك كثيرا
ـــ
اكرمك الله

موناليزا said...

ماشاء الله ربنا يكرمك

الطائر الحزين said...

اكرمك الله وجزاك خيرا

ان له لحلاوة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

N35 said...

وانا ..وبصدق شديييييييييد..انشرح صدري لهذه الخواطر الرائعة !

سأنتظر قليلا -وعلى عتبة المشاهدين سأقف-وبصمت وانتباه سأسمع وأقرأ

فقط..ثقي أن هناك من سيأخذ هذه التأملات بقوّة - ويتفهمها بعمق

كم هي رائعة تلك الآية..
"لا تخافا ..انني معكما..أسمع وأرى "

أحتاج للوقوف مرة أخرى طويلا مع هذه الكلمات البسيطة ..لأتشرّبها ..قبل الاستطراد في خواطرك الزكيّة.

للعلم فقط..
كان اول ما عرفت من الظلال-هو هذه القصّة..
وتعليق الأستاذ سيد قطب عليها وكلمات الأخ وهو يشرحها لي مازالت ترنّ في أذني !

لعلك تتطرقين الى
"
فاذا خفت عليه ..فالقيه في اليمّ !
"

كذلك عندما تطرق لمشاعر الأم تجاه وليدها التي لا تملك كتم صوته الفطري عن البكاء !

أنتظر بـ ش.و.ق
بداية موفقة جدا
و
دمت مطمئنة

يا مراكبي said...

أحيي فيك تأملك للقرآن الكريم دون العبور هكذا دون تركيز

ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

بارك الله فيك

نـــــــور said...

الاخ الفاضل القعقاع

بارك الله فيكم وجزيتم خيرا

--------

الاخ الفاضل احمد البوهي

واكرمكم الله .. وجزاكم الله خيرا على طيب مروركم

----------

نـــــــور said...

نجمتي الحبيبة

وجزيتِ خيرا يا غالية

معكِ حق .. اعاننا الله

لك مني كل

ا
لـ
تـ
حـ
ا
يـ
ا

-------------

موناليزا

نورتي مدونتي بمرورك الرقيق

وفيك بارك الله

نـــــــور said...

اخي الفاضل /الطائر الحزين

..حقا ما قلت

وجزاكم الله خيرا

**********

اخي الفاضل/ نور الدين

جزاكم الله خيرا كثيرا على كلماتكم الطيبة

اتمنى من الله حقا ان نتعمق في هذه الايات والخواطر... وكلي ثقة ان بداية التغيير والنصر من هنا.. من كتاب الله عزوجل

سأعود بالفعل لبعض النقاط لأوضحها

:::

وأكمل قريبا بعون الله


*********

الاخ الفاضل / المراكبي

بلى.. قد آن

جزاكم الله خيرا


****

د/ شيماء said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كالعادة


تدوينة في الصميم

بارك الله فيكي يا نوارة ونفعنا وإياك بما تكتبين

في حفظ الله

صاحب المضيفة said...

ربنا يكرمك ويعزك يارب

تدوينة رائعة بحق وجزاك الله خيرا على تلك الاضافة


لك كل التحية

mo'men mohamed said...

الإنسان المُصطفى لابد له من صفات تميزه عن باقى أقرانه
كأن يكون قوى أمين حفيظ عليم صادق أمين وهكذا
أصحاب الرسالات هم أصحاب العزائم
و عليهم تقوم الدعوات
وبها تُخلَّد ذكراهم
جزاكم الله كل خير
السلام عليكم

نـــــــور said...

جزاكم الله خيرا على مروركم الطيب

بوركتم .. ولكم مني التحايا